
Image courtesy of Warner Bros Pictures.
منذ ظهوره الأول في عالم القصص المصورة، أحاطت شخصية “بلاك آدم” بهالة من الترقب، خاصة مع اختيار دواين “ذا روك” جونسون لتجسيدها. و الآن، يُقدّم الفيلم تجربة سينمائية مليئة بالأكشن، تُعيد تعريف مفهوم الأبطال و ال”أنتي هيرو” في عالم “دي سي”، و قد تُشعل الأمل بمستقبل واعد تحت الإدارة الجديدة
تدور الأحداث في “خندق”، دولة خيالية تعاني من الاستعمار و الظلم، ليتم استدعاء “بلاك آدم” (ذا روك) بعد قرون من حبسه و سجنه بأحد الأماكن الأثرية، كقوة لا تُقهَر ترفض الخضوع لأحد. لكن ظهوره يَجلب معه “جاستس سوسايتي”، فريق الأبطال بقيادة “هوكمان” (ألديس هودج) و “دكتور فيت” (بيرس بروسنان)، في مواجهة تتصاعد بين قِيَم البطولة المطلقة و ضراوة العدالة التي يُمثّلها آدم

Image courtesy of Warner Bros Pictures.
الأداء الأبرز كان لـ”ذا روك” الذي نجح في إضفاء طبقات من التعقيد على الشخصية، مُبرِزاً صراعها بين الرغبة في الانتقام و حماية الضعفاء، بأسلوب يجمع بين القوة الجسدية الهائلة و حضور درامي مؤثر. أما “هوكمان” فقدم لوحة قيادية مليئة بالحكمة و الصلابة، بينما أضاف دكتور فيت لمسة فلسفية و غموضاً ساحراً، مع تأثيرات بصرية مذهلة لقدراته السحرية
لا تهدأ شاشة الفيلم من المشاهد القتالية المُتقَنة، خاصة في استخدام السرعة الفائقة و تفجير القوى الخارقة. لقطات القتال و المواجهات تُظهر تنسيقاً مبتكراً بين القوى المختلفة لأعضاء “جاستس سوسايتي”، مع تركيز على القتال الذي يبرز مهارات “بلاك آدم” الوحشية. المشاهد الأخيرة مع الشرير “ساباك” تُعتَبر ضعيفة بصرياً، و الشرير نفسه كان الحلقة الأضعف بالفيلم بسبب غياب الدوافع العميقة و تطوُّره المُتسرّع

Image courtesy of Warner Bros Pictures.
الفيلم يتجاوز عرض القوة ليتساءل: “مَن يُحدد معايير البطولة؟”. من خلال حوارات حادّة بين آدم و “جاستس سوسايتي”، يُناقش الفيلم ثمن التدخّل الخارجي في شؤون الشعوب، و ضرورة تحمّل الأبطال عواقب أفعالهم. هذه النقاشات تضيف بُعداً إنسانياً لشخصيات قد تبدو خارقة، و تجعل الصراع أكثر إثارة من مجرد مواجهات جسدية
لا تفوتوا مشاهدة المشهد الذي بعد نهاية الفيلم، الذي يُعتبر إعلاناً صريحاً بأن عالم “دي سي” السينمائي يستعد لمرحلة جديدة مليئة بالمفاجآت. المشهد يربط الماضي بالمستقبل بطريقة ستجعل عشاق “دي سي” يصفقون من الإثارة و يتطلعون للمستقبل
إنه ليس فيلماً مثالياً، فبعض الحوارات مُتكلّفة، و تطوير الشخصيات الثانوية مثل “أتوم سماشر” و “سايكلون” جاء سريعاً. لكنه يُقدّم تجربة مُرضية لعشاق الأكشن مع إخراج ديناميكي لـ “جوم كوليه سيرا” يُحافظ على الإيقاع السريع دون إهمال الجوانب العاطفية
بفضل أداء “ذا روك” بسرد قصة البطل المضطرب، و إشارات المستقبل الواعد، يُعتبر الفيلم خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لعالم “دي سي”. لا تفوتوا مشاهدته على الشاشة الكبيرة بدءاً من 20 أكتوبر و تقيمنا للفيلم هو
7/10