
Courtesy of Warner Bros. Pictures
شاهدت “الجوكر: فولي آ دو” خلال عرضه الأول في لندن، وكانت تجربة سينمائية مليئة بالجنون و الإبداع. يأخذك الفيلم في رحلة داخل عقل “آرثر فليك” عبر مشاهد فنية تصويرية و غنائية تعكس مشاعره وأفكاره المضطربة. الفيلم يُظهر كيف أن العالم بالنسبة “لـآرثر” ليس إلا مسرحًا كبيرًا، يؤدي فيه دوره كما يراه مناسبًا، بينما يُسلط الضوء أيضًا على تأثيره على الآخرين بعد أحداث الجزء الأول، وكيف أصبح رمزًا للبعض و قدوة لفكرة التمرد

Courtesy of Warner Bros. Pictures
أداء “خواكين فينكس” في الفيلم كان أسطوريًا بلا أدنى شك، وهو أكبر إيجابية في العمل. هناك عدة مشاهد له داخل مصحة “آركام” وخلال المحاكمة ستجعلك تشعر بالذهول من قوة أدائه. قدرته على تجسيد تعقيدات الشخصية و عمقها النفسي تضيف لطبقات الفيلم مستوى آخر من التميز.
على الجانب الآخر، كان أداء “ليدي غاغا” أقل من المتوقع، و لم يكن لها تأثير قوي على القصة كما كنت آمل، إذ لم تقدم بصمة واضحة تليق بحجم الشخصية التي تلعبها

Courtesy of Warner Bros. Pictures
أحد أبرز جوانب الفيلم هو الفوضى الواضحة في سرد الأحداث، ولكن هذه الفوضى ليست سلبية بحد ذاتها، بل متعمدة من قبل “تود فيليبس”، مخرج الفيلم، ليضع المشاهد داخل عقل “آرثر” المضطرب. هذه التقنية تجعل التجربة السينمائية مشوشة ولكنها غنية من الناحية الفنية، حيث يشعر المشاهد و كأنه جزء من رحلة “آرثر” الداخلية بدلًا من مجرد متابع للأحداث من الخارج
الفيلم مليء باللحظات البصرية و الفنية الإبداعية التي تعزز الإحساس بالغموض و الجنون، مما يجعله تجربة سينمائية مختلفة عن الجزء الأول. استخدام الأغاني و المشاهد الموسيقية كان جزءًا أساسيًا من السرد، مما قد يكون مثيرًا للبعض، لكنه قد يبدو منفصلًا عن طابع الجزء الأول بالنسبة لآخرين
رغم الإبداع في التقديم، إلا أن الفيلم يترك تساؤلًا كبيرًا في ذهن المشاهد بعد انتهائه: “هل كان من الضروري فعلًا تقديم جزء ثانٍ؟ ألم يكن من الأفضل ترك الجزء الأول بحاله؟” بالنسبة لي، أرى أن الإجابة هي “نعم، كان من الأفضل عدم استكمال القصة”، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار الأفكار الإبداعية التي تم طرحها في هذا الجزء، حتى لو لم تكن بنفس قوة العمل الأصلي

Courtesy of Warner Bros. Pictures
الفيلم يختلف كثيرًا عن الجزء الأول، الذي أعتبره واحدًا من أعظم الأفلام على الإطلاق. بينما الأول كان تجربة متكاملة من حيث السرد والرسالة و التأثير النفسي، فإن الثاني يعتمد بشكل أساسي على الأداء القوي “لـخواكين فينكس “و المشاهد الفنية المبهرة، لكنه لا يقدم قصة بنفس القوة و التأثير
في النهاية، الفيلم يستحق المشاهدة بسبب عناصره الإبداعية وأداء “خواكين فينكس” الاستثنائي، لكنه لا يرقى إلى مستوى الجزء الأول. و مع ذلك، يظل تجربة مثيرة للنقاش و التحليل، و أرى أنه يستحق تقييم 6.5/10، خاصة لعشاق الشخصيات المعقدة والأفلام التي تدمج بين الدراما النفسية والفن البصري