
Photo by Universal Pictures
فيلم “أوبنهايمر” للمخرج العبقري “كريستوفر نولان” هو تحفة سينمائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بعد حضوري للعرض الأول في لندن، يمكنني القول إن هذا الفيلم ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو تجربة فكرية و عاطفية عميقة تترك أثراً طويل الأمد في ذهن و قلب المشاهد. الفيلم يتناول قصة “ج. روبرت أوبنهايمر”، العالم الفيزيائي الذي قاد مشروع “مانهاتن” لصنع القنبلة النووية خلال الحرب العالمية الثانية، و يستكشف التداعيات الأخلاقية و السياسية و العاطفية لهذا الإنجاز العلمي الكبير
القصة معقدة و ذكية، حيث تجمع بين السرد التاريخي و العمق الفلسفي. الفيلم لا يكتفي بسرد الأحداث التاريخية، بل يغوص في أعماق شخصية “أوبنهايمر”، مستكشفاً صراعاته الداخلية و الأسئلة الأخلاقية التي واجهها بعد صنع القنبلة النووية. السيناريو مكتوب ببراعة، حيث يشغل عقل المشاهد طوال الوقت و يطرح أسئلة عميقة حول المسؤولية العلمية و الأخلاقية. الفيلم صادم ومرعب في بعض الأحيان، خاصة عندما يعكس التأثيرات السياسية و الاجتماعية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا

Photo by Universal Pictures
“كريستوفر نولان” يثبت مرة أخرى أنه أحد أعظم المخرجين في عصرنا. إخراجه للفيلم كان مذهلاً، حيث استخدم تقنيات سردية مبتكرة لربط الماضي و الحاضر، مما جعل الفيلم تجربة سينمائية غامرة. “نولان” يتمكن من تحويل قصة تاريخية معقدة إلى عمل درامي مشوق و مليء بالتوتر، مع الحفاظ على العمق الفكري و العاطفي
الأداء التمثيلي في الفيلم كان استثنائياً. “كيلان مورفي”، الذي يؤدي دور “ج. روبرت أوبنهايمر”، قدم أداءً لا يُنسى. تمكّن من نقل تعقيدات الشخصية و عمقها العاطفي ببراعة. باقي طاقم التمثيل، بما فيهم “إيميلي بلانت” و “روبرت داوني جونيور” و “مات ديمون”، قدموا أدواراً قوية و مؤثرة، مما أضاف طبقات إضافية من العمق للفيلم

Photo by Universal Pictures
الموسيقى التصويرية للفيلم، التي ألفها “لودفيغ غورانسون”، كانت مذهلة و أضافت بعداً عاطفياً و تشويقياً كبيراً للأحداث. المؤثرات الصوتية كانت أيضاً على أعلى مستوى، حيث ساهمت في خلق جو من التوتر و القلق يعكس طبيعة القصة
الفيلم يتميز بمؤثرات بصرية مذهلة، خاصة في تصوير التجربة النووية و اللحظات الأهم في الفيلم. “نولان” استخدم تقنية “آيماكس” بشكل رائع، مما جعل المشاهدة تجربة بصرية مبهرة. التصوير السينمائي كان أيضاً على أعلى مستوى، مع لقطات خلابة تعكس عمق وجمال الفيلم

Photo by Universal Pictures
“أوبنهايمر” هو فيلم السنة بلا منازع. تحفة فنية ستخلد في تاريخ السينما، سواء من ناحية القصة، التمثيل، الإخراج، المؤثرات البصرية، أو الموسيقى التصويرية. الفيلم ليس مجرد عمل ترفيهي، بل هو تجربة فكرية و عاطفية عميقة تترك أثراً طويل الأمد. إذا كنت من عشاق السينما الجادة، فهذا الفيلم يجب أن يكون على رأس قائمة أفلامك لهذا العام و تقييمنا له هو
10/10