
Courtesy of Warner Bros, Pictures
الفيلم استمرارية مباشرة لأحداث الجزء الأول، متمسكًا بكونه امتدادًا للعالم الذي أسسه سابقه، لكنه يُظهر بوضوح تحديات التوازن ما بين التجديد و التكرار
تدور القصة حول محاولة أخوات (بنات أطلس) الثلاث لاستعادة “العصا السحرية” التي دمرها “شازام” في الجزء الأول، بهدف استرداد قوتهن الكاملة و إنقاذ عالمهن المنهار. هذه الحبكة تُقدم فرصة لاستكشاف عمق أسطورة الشخصيات الشريرة، لكنها تظل محصورة في إطار بسيط يناسب الجمهور العائلي، دون الخوض في تعقيدات فلسفية أو أسطورية قد تثري السرد

Courtesy of Warner Bros, Pictures
يُحافظ المخرج “ديفيد ساندبيرغ” على بصمته المميزة التي تجمع بين الكوميديا و الإثارة، مع إضافة لمسات من أفلام الرعب تنعكس في مشاهد الإضاءة الخافتة، و اللقطات المُشبعة بالتشويق (كالمشاهد التي كانت بالمتحف أو المواجهات في الأماكن المُغلقة). هذه اللمسات تخلق تنوعًا في الإيقاع، لكنها تبقى ضمن حدود لا تخرق طابع الفيلم العائلي. الأجواء المرحة و الـ”كوميدية المبالغ فيها” تهيمن على معظم المشاهد، مما يُقلل من حدة التهديد الذي يُفترض أن تُمثله الأخوات الشريرات، رغم أداء “هيلين ميرين” و “لوسي لو” المتميز الذي أضفى مصداقية على الشخصيات
يبرز “جاك ديلان غرازر” (بدور فريدي فريمان) كأحد أعمدة الفيلم، حيث يقدم أداءً مليئًا بالحيوية و الذكاء، مع تطور ملحوظ في علاقته بشخصية “بيلي باتسون/شازام” (آشر أنجيل). المشاهد العاطفية في الثلث الأخير، خاصة تلك التي تُعرض تضحيات العائلة و تحديات تقبل المسؤولية، تُضفي عمقًا مؤثرًا، و إن جاءت متأخرة بعض الشيء. لعل اللحظة الأكثر إثارة هي مشهد الوداع الذي يلامس قضايا الهوية و الانتماء، لكنه لا يُطور بشكل كافٍ بسبب تسرع السرد

Courtesy of Warner Bros, Pictures
هناك ايجابيات بالفيلم مثل عنصر المرح و الكوميديا العفوية، خاصة في تفاعلات العائلة و الشخصيات، لا سيما شخصية “فريدي” التي كانت ابرز ما بالفيلم، لكن الفيلم مليء بالسلبيات و ابرزها المؤثرات البصرية السيئة جداً، و مشكلة “الحرق” في الإعلانات، فقد كشفت الاعلانات معظم اللحظات المفصلية و النكت البارزة، مما أفقدها تأثيرها في الفيلم، كما أن الحبكة المشوشة تنتقل الأحداث بسرعة بين المواجهات و العاطفة دون بناء متين، مما يخلق فجوات (كظهور شخصيات جديدة دون توضيح، أو حلول سحرية مُستعجلة للنزاعات)
رغم الإشارات العابرة “لسوبرمان” و بقية الأبطال، يبقى الارتباط ضعيفًا. المشهد المُنتظر مع “سوبرمان” في نهاية الجزء الأول لم يُتبع بتطوير ذي معنى، مما يُشعر المشاهدين بافتقاد الاتساق بسبب الفوضى الإدارية في عالم “دي سي” السينمائي. يفتقد الجزء الثاني لـ”البراءة” و”التماسك” الذي ميز الجزء الأول. فبينما ركز الأول على اكتشاف القوة و روح الفريق، يعاني الثاني من محاولة تكثيف الإثارة دون رسالة واضحة. حتى الفكاهة، رغم وجودها، تبدو أقل تأثيراً
الفيلم يُقدم تسلية مناسبة نوعاً ما لعشاق النوع العائلي و الخيال الخفيف، مع لمسات إبداعية في الإخراج و أداء “جاك ديلان غرارز” المميز، لكنه يقع في فخ التكرار و عدم الجرأة في تطوير عالمه أو شخصياته مع قصة نمطية مكررة و مؤثرات بصرية غير جيدة

Courtesy of Warner Bros, Pictures
الفيلم ربما يكون ترفيهي ببعض احيانه دون أن يكون مؤثر، كعمل “يُشاهد مرة واحدة” لكنه لن يُذكر كعلامة فارقة في تاريخ افلام القصص المصورة. مستقبل الشخصية قد يحتاج لـ”صدمة إبداعية” تربطها بعالم “دي سي “بشكل أفضل، أو تمنحها عمقًا أسطوريًا يستحقّه اسمها
تقيمنا للفيلم هو
5/10