
يُعتبر فيلم ثاندربولتس* خطوة جريئة و مختلفة في عالم مارفل السينمائي، حيث يقدم قصة مميزة تتعمق في الصراعات النفسية بالدرجة الأولى مما يجعله أحد أفضل أفلام مارفل في السنوات الأخيرة. ما يميز الفيلم هو جرأته في الخروج عن النمط التقليدي لأفلام مارفل. الفيلم لا يخاف من تناول مواضيع حساسة و جادة مثل الاكتئاب، القلق، و الصراع النفسي الداخلي خاصةً مع شخصية سينتري/فويد التي تم تقديمها بإتقان شديد و كذلك شخصية يلينا، لكنه بنفس الوقت يحافظ على توازن رائع بين الجدية و التسلية حيث تأتي النكت في مكانها الصحيح دون أن تفسد المشاهد العاطفية و الجدية

مشاهد الأكشن مبهرة بشكل عام و العديد منها تعتبر مشاهد أكشن قتالية واقعية لا تعتمد على المؤثرات البصرية بشكل كبير الا ببعض اللقطات التي تأتي لاحقاً بالثلث الأخير من الفيلم. فلورنس بيو في دور يلينا قدمت أداءً قوياً يسرق الأضواء هو الأفضل بمسيرتها مع مارفل بلا شك، و لويس بولمان أبدع في تجسيد العلاقة الديناميكية المعقدة بين سينتري و فويد كما عرفناها بقصص الكوميكس حيث أن الفيلم يوضح قواه الخارقة الهائلة، لكنه يركز أكثر على معاناته النفسية و صراعه مع ذا فويد مما يضيف طبقة عميقة من الدراما النفسية. هذان النجمان يمثلان قلب الفيلم، ليس فقط بأدائهما المتقن بل أيضاً بقصة شخصياتهما المؤثرة. ديفيد هاربور بدور ريد غارديان كان “ملح الفيلم” كذلك بفضل أداءه الكوميدي الرائع الذي كان مناسباً دون أن يؤثر على الأمور الجدية التي يتناولها الفيلم

رغم كثرة الشخصيات، إلا أن الفيلم نجح في إعطاء كل منها حقها، مع تطوير متقن لأدوارهم الدرامية و قصصهم، بل حتى لقطات الأكشن الخاصة بهم. هذا التوزيع الذكي للشخصيات و أدوارهم ساهم في إثراء القصة و جعلها أكثر جاذبية. قد يعاب على الفيلم بعض البطئ في وتيرة الأحداث أحياناً، و لكن مشاهدته تبقى تجربة مشوقة تعيد إحياء أجواء أفلام مارفل في حقبتها الذهبية التي سبقت “إنفينيتي وور” و “إيندغيم”. هذا الشعور لا يأتي فقط من قصة الفيلم المميزة و المبتكرة، بل أيضاً من طريقة بنائه للأحداث و تأسيسه لما هو قادم في هذا العالم السينمائي حيث يبني الفيلم لمستقبل عالم مارفل السينمائي بذكاء و تشويق رائع

أما نهاية الفيلم فكانت مفاجأة بكل ما تحمله الكلمة. الآن نفهم تماماً سبب وجود علامة النجمة (*) بعد اسم الفيلم، فالأمور تتضح بشكل كامل، و يبدأ البناء لمستقبل مثير و مليء بالتشويق . لا تتوقف الإثارة عند هذا الحد، فهناك لقطتان بعد نهاية الفيلم تستحقان الانتظار. الأولى تحمل طابعاً كوميدياً، أما الثانية فهي في غاية الأهمية، و تكشف عن أمور أساسية لما هو منتظر في مستقبل عالم مارفل السينمائي

بشكل عام، فيلم ثاندربولتس* يعيد إحياء الحماس والشغف لدى عشاق مارفل ليس فقط بسبب قصته المميزة المختلفة و الجديدة ، و لكن أيضاً بسبب بناءه للمستقبل و ما هو قادم. فيلم يستحق المشاهدة بلا شك، و تقييمي الشخصي له هو
8/10